توضّح الدكتورة مسلّم أنّ تأمين العناية المناسبة لصحة الفم والأسنان لدى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة هو أمر أساسي وجوهري في مجال طب الأسنان الأطفال. عادة ما يواجه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تحديات وعوائق عدّة عندما يتعلق الأمر بنموهم الفكري والجسدي وحالاتهم العاطفية والطبية. و يقود ذلك إلى أن من يهتم برعايتهم إلى التركيز أكثر على صحتهم بشكل عام و جعل متطلبات العناية الفموية و السنية غير مستوفية.  
انطلاقًا من هذا الواقع، تشدّد الدكتورة مسلمّ على حقيقة أنّ الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر عرضة لمواجهة مشاكل في صحة الفم. كما وتجدر الإشارة إلى أنّ أمراض الفم التي تظهر نتيجة التغافل عن العناية بصحة ونظافة الفم، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي شديد على صحتهم العامة ونوعية حياتهم.
وبعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعجزون عن التعبير عن نفسهم بشكل جيّد. و نظراً إلى أنّهم لا يستطيعون التعبير شفهياً عن أي ألم في الأسنان، فإنّ حالتهم تترجم من خلال تقلبات المزاج لديهم، كما أنّهم يصبحون أكثر عدائية، ويرفضون تناول الطعام (أو يفضلون الأطعمة اللينة)، ويفركون الخدين أو الشفاه و يصعب عليهم النوم.

واستنادًا إلى ما ورد أعلاه من معلومات، توضّح الدكتورة مسلّم إلى أنّ للوالدين دوراً مهماً في ما يتعلق بالتدخل في الوقت المبكر وتأمين العناية السنية المناسبة لدى أطفالهم.


العوامل المساهمة التي تؤدي إلى أمراض اللثة وتسوس الأسنان لدى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة


وفقًا لما تطلعنا عليه الدكتورة مسلّم، فإنّ العوامل المساهمة التي تؤدي إلى إنتشار أمراض اللثة وتسوس الأسنان لدى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تشمل:


● التحديات السلوكية كالتي يواجهها الأهل أثناء مساعدة أطفالهم على العناية بنظافة الفم في المنزل. إذ يعتمد بعض الأطفال على مساعدة ذوييهم في الإمساك بفرشاة الأسنان. تظهر هذه الحالة لدى الأطفال الذين يعانون من ضعف في التنسيق الحركي ؛ كما هي الحال لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي و الحَثَل و الضمور العضلي.
كما وقد تظهر لدى البعض الآخر سلوكيات تتصف بعدم التعاون مع ذويهم ومواجهة صعوبة في تنظيف أسنانهم ينتج عنه تراكم بقايا الطعام في الفم، وتشكل طبقة البلاك و الجير على الأسنان، والتهاب اللثة، والتهاب دواعم الأسنان، وتسوس الأسنان.
● تشوهات الأسنان الخلقية في ما يتعلق بالحجم و الشكل و التكوين الداخلي للنسيج السني. فعلى سبيل المثال، النقص الحاصل من المعادن الضرورية لتكوين و تقوية طبقة المينا تجعل الأسنان هشة و ضعيفة و أكثر عرضة للتسوس.
● سوء إطباق الأسنان وتزاحمها لدى البعض يعني أنّهم معرضون بنسب أعلى لتسوس الأسنان وأمراض اللثة إذا إقترن بعدم الإهتمام بنظافة الفم و الأسنان.
● الأدوية و آثارها الجانبية إذ يحتوي بعضها على السكر لتحلية الطعم، وهذا يزيد خطر الإصابة بتسوس الأسنان، خاصةً عند تناولها بإنتظام و بشكل يومي. علاوةً على ذلك، تقوم بعض الأدوية على تقليل كمية إفراز اللعاب و التسبب بظهور حالة تعرف بجفاف الفم و المؤدية بالإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان والتهابات الفم بمعدلات أعلى. و في النهاية، يمكن أن تسبب الأدوية تضخماً ونموّاً زائداً في اللثة، ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تغطية أسطح الأسنان، وبالتالي إلى صعوبة العناية بنظافة الفم والأسنان بشكل جيّد.
● إتّباع نظاماً غذائيّاً يحتوي على مكونات مسببة للتسوس و ذو قوام لين ، و مهروس خاصة عند الأطفال  الذين يعانون من التحديات الذهنية و العضلية الأمر الذي يؤدي إلى إحتباس الطعام في الفم لفترة طويلة قبل البلع .


فوائد إتّباع روتين مناسب للعناية بنظافة وصحة الفم في المنزل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة


إنّ إتّباع روتين مناسب للعناية بصحة ونظافة الفم في المنزل لا يؤدي إلى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان فحسب، بل يجعل الزيارات الدورية و المتابعات المنتظمة لعيادة الأسنان أقل عرضة لنشوء أجواء القلق و الخوف و أكثر إستجابةً و تعاوناً في العلاجات السنية إن لزم الأمر.
تفيد الدكتورة مسلّم إلى أنّ إحدى أهمّ الإستراتيجيات الوقائية ضد تسوسات الأسنان هي إستخدام الفلورايد، وهو عنصر يمكن أن يوقف الهجمات الحمضية من قبل البكتيريا عن طريق تشكيل مادة الفلورأباتيت في مينا الأسنان.
و يتم تطبيق الفلورايد بعدة طرق منها كالتي يتم وضعها على أسطح الأسنان من خلال طبيب الأسنان بأشكالها كالطلاء، و الجل و الرغوة. أو كالتي نستخدمها في المنزل فيمكن أن نجد الفلورايد في معجون الأسنان وغسول الفم. و ينصح بإستخدامه مرتين يومياً للتخلّص من طبقة البللاك المسؤولة عن التأثير المضر بالأسنان وبنية اللثة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد إستخدام مادة الزيليتول و بدائل اللعاب وبيكربونات الصوديوم في التقليل من حالة جفاف الفم، وهي أحد الآثار الجانبية للأدوية.
وأخيراً، يعتبر تأمين العناية المناسبة بصحة  الأسنان والفم لا يقلّ أهمية عن تأمين الرعاية الطبية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. و تشدّد الدكتورة مسلّم على أنّ العناية بصحة ونظافة الفم والأسنان بالغة الأهمية، وذلك لتجنيبهم الآلآم السنية و الإلتهابات الفموية التي بدورها تؤثر سلباً على حياتهم اليومية.